صعوبات التعلم عند الأطفال، ربما تكون أمراً جديداً

ما هي صعوبات التعلم وما هي اسبابها؟

تعتبر صعوبات التعلم من مشكلات الدماغ التي يواجهها الأطفال منذ القدم حيث تمثل عقبة أمام التعلم بشكل عام ولا تقتصر على التعليم الأكاديمي فقط كما يعتقد البعض، كالقصور في الرياضيات واللغة (القراءة والكتابة الإملاء، والتعبير، والخط) وبعض المواد الاخرى، فالطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم قد يواجه قصور في قدرات تعلم المهارات الحياتية المختلفة ايضا، فهي تعكس باختصار “أداء أقل من المتوقع” للطفل مقارنة مع اقرانه، وبعيدة كل البعد عن اختلافات الفروق الفردية العادية

والجدير بالذكر ان صعوبات التعلم ومستوى الذكاء امران غير مرتبطان، فمن الممكن ان يكون مستوى ذكاء الطفل متوسط او عالي وصاحب موهبة ومع ذلك يعاني من صعوبات التعلم، وللوراثة الدور الاكبر في ذلك وكذلك الاسباب الخلقية عند الولادة، او الاصابات بأمراض معينة بعمر الطفولة، ولسوء الحظ فان علاجها امر غير ممكن فتبقى مع الطفل مدى الحياة، ولكن!

كيف ومتى يمكن اكتشافها؟

لا يمكن التنبؤ بوجودها قبل المرحلة الابتدائية، على الرغم من ملاحظة الأهل لبعض المؤشرات غير الطبيعية في السلوك او في جوانب النمو الاخرى مثل الكلام، او المهارات الاجتماعية، او النمو الحركي، او غيرها في مرحلة عمرية أصغر، الا ان تلك المؤشرات لا تجزم بتشخيصها، أما في المرحلة الابتدائية عندما يكتمل نمو كثير من مهارات الاستعداد للتعلم ويتعرض الطفل لخبرات تعلم أكاديمي متنوعة، هنا يكون الدليل قاطع في الجزم بذلك

مؤشرات تدل على إصابة الطفل بصعوبات التعلم

كما أشرنا انفا انه لا يمكن الجزم بوجود صعوبات تعلم الا بتشخيص رسمي من الطبيب المختص، ولكن هنالك علامات واضحة على الاهل ملاحظتها لتقديم العون المناسب بالوقت المناسب لأطفالهم 

مؤشرات في المرحلة الابتدائية:

  • مشاكل ذات علاقة باللغة المسموعة او المحكية، مثل عدم القدرة على الربط بين الحرف وصوته او حتى انتاج الصوت التعبيري للكلمة
  • بطء واضح في تعلم أي مهارة جديدة، وتكرار الأخطاء ذاتها
  • صعوبة في تعلم مفاهيم الرياضيات الأساسية او تذكر تسلسل محدد او تعلم الوقت

مؤشرات في المرحلة الاعدادية:

  • صعوبة في فهم القراءة ومشاكل في مهارات الكتابة، فقد يلاحظ الاهل انه بالرغم من بذل طفلهم لمجهود عالي جدا في الدراسة الا انه يحصل على علامات متدنية
  • مشاكل جلية في مادة الرياضيات وعدم قدرته على فهم اساسيات الحساب وتطبيقها رغم تفوقه في مواد أخرى
  • صعوبة واضحة في الإجابة عن الأسئلة المفتوحة وغير المباشرة
  • مشاكل في التنظيم فكريا او عمليا، كترتيب المنزل او التخطيط لرحلة

كما ان الاجتهاد الزائد هو أحد المؤشرات، الا ان عدم الاجتهاد أيضا قد يكون من العلامات الواضحة، وخاصة كردة فعل نفسية نتيجة مشاعره السلبية من الإحباط والغضب التي قد تولد شعورا لديه بعدم الرغبة بالذهاب للمدرسة او الهروب منها

ماذا لو رزقتم بطفل مع صعوبات تعلم؟

كما ذكرنا سابقا، ان ولد الطفل بصعوبات تعلم فان العلاج الجذري امر مستحيل الى وقتنا هذا، ولكن اليأس ليس خيار، حيث ان مستوى ذلك يتفاوت بين حالة وأخرى، وكوالدين فان التدخل المبكر يساعد الطفل كثيرا على استقرار حالته وعدم تفاقمها، فبعد تشخيص الطبيب المختص، عليكم الالتزام بتقديم اي خدمات او ارشادات يحتاجها الطفل، ولا تنسوا المتابعة الدائمة مع مدرس/ة الطفل لتقديم التعليم الانسب لحالة الطفل

واليكم بعض النصائح والتنبيهات لمساعدة اطفالكم

  • مشاعر الطفل جزء من شخصيته، ومع تقدم الطفل بالعمر وملاحظة قصوره فقد يرتابه شعور بالعجز والغضب وبالتالي الحزن، فدوركم يكمن بمساعدته في التركيز على نقاط قوته وتطويرها، وتشجيعه ومدحه على انجازاته مهما صغرت
  • تعزيز ثقافة الاختلاف لديه، وعيه بانه مميز وان دماغه يعمل بشكل مختلف عن اقرانه يساعده في تجاوزه لحظات الاحباط والقصور التي قد يمر بها
  • تعريفه أن هناك أطفال اخرين كثر لديهم اختلافات أخرى يوفر له الدعم ويبعد عنه الشعور بالوحدة، ويأتي ذلك اما من خلال اشخاص حقيقيين يعرفهم الطفل او من خلال قصص الأطفال الجيدة
  • تقديم القصص العلاجية المناسبة التي تتحدث عن الاختلافات وعن قصص نجاح لأطفال مختلفين لها الدور الكبير في زيادة وعي طفلكم، وسعادته، وثقافته، وقوته
  • ابعاده عن أجواء المنافسة والفوز، واستبدالها بالتركيز على المتعة والترفيه والتعلم من خلال اللعب واختيار الألعاب الجيدة والحاقه بنوادي ومدارس تتبع هذا النهج
  • كأم وأب، فان الدعم النفسي لكم ولطفلكم أهميته كالغذاء، فاجعلوا غذاء روحكم اليومي في تعلم وتطبيق شتى أساليب الدعم النفسي التي تناسبكم وتساعدكم وتساندكم

في الرابط ادناه تجد توصيات ديما خليل لكتب وقصص عربية ذات محتوى ممتاز تساعد أطفال الصعوبات

رابط التوصية

شارك المقالة

اترك أول تعليق

AR